--------------------------------------------------------------------------------
اعتقلت عناصر الدرك الملكي بسيدي يحيى زعير، الجمعة المنصرم، أبا متهما باغتصاب ابنته القاصرة، واستغلالها جنسيا منذ أربع سنوات، منذ أن كان عمرها 9 سنوات، بدوار الخمالي، بعدما افتض بكارتها.
وتفجرت قضية الطفلة، حليمة (أ)، التي تتابع دراستها بإعدادية صلاح الدين الأيوبي، على يدي أستاذتها، التي قررت خلال إحدى الحصص الاستماع إلى مشاكل التلاميذ، لتسرد لها حليمة، 13 سنة حاليا، "وقائع الجريمة الشنعاء، من إخراج وسيناريو والدها"، ما دفعها إلى الاتصال بـ "جمعية ما تقيش أولادي"، التي استمعت إلى الطفلة، وقدمت شكاية عاجلة إلى مصالح الدرك الملكي في المنطقة.
وقالت نجية أديب، رئيسة "جمعية ما تقيش أولادي"، إن الأستاذة مشكورة عندما سمعت قصة التلميذة "تزلزت من تحتها الأرض"، وبادرت إلى الاتصال بنا، مشيرة إلى أن أعضاء من الجمعية انتقلوا إلى الإعدادية التي تدرس بها الضحية، صباح الجمعة المنصرم، وحاولوا اللقاء بالتلميذة، التي تدرس بمستوى الثامن إعدادي، لكن وجدوا تعاملا فظا من لدن الطاقم التربوي للمؤسسة، فانتظروا مغادرتها المؤسسة، واستمعوا إليها بمساعدة الأستاذة.
وأوضحت أديب، في تصريح لـ"المغربية"، أن الطفلة حكت بكل براءة وتلقائية وقائع خطيرة لأعضاء الجمعية، منها "كيف كان والدها يستغلها ويغتصبها منذ أن كان سنها 9 سنوات، مستغلا غياب أمها، التي تشتغل خادمة بالبيوت"، مشددة على أن "والدها كان يعنفها، ويضربها بسلك كهربائي، كلما حاولت الامتناع عن الامتثال لنزواته المرضية".
وأضافت أديب أن الطفلة صرحت لأعضاء الجمعية أنها أخبرت أمها بـ "تصرفات والدها الشنعاء، غير أن هذه الأخيرة لم تحرك ساكنا، ولم تعر الأمر اهتماما، وتركت الأب ينهش في لحم صغيرتها، رغم أنها لاحظت نقصا في حبوب منع الحمل، التي بدأ الأب يعطيها لصغيرته، بعد وصولها مرحلة البلوغ، وظهور أول عادة شهرية في أكتوبر 2008".
وأعلنت رئيسة الجمعية أنه بعد الوقوف على هذه الوقائع المروعة، بادرت الجمعية إلى تقديم شكاية إلى الدرك الملكي بالمنطقة، التي انتقلت عناصرها على الفور إلى منزل الضحية، واقتادت الطفلة وأمها ووالدها إلى المخفر، وجرى الاستماع إليهم جميعا في محاضر قانونية.
وأوضحت أديب أنه جرى اعتقال الأب ووضعه تحت الحراسة النظرية، وأحيل، الأحد المنصرم، على وكيل الملك بمحكمة الاستئناف بسلا، وقرر بدوره إحالته على قاضي التحقيق.
ونقل أعضاء الجمعية الطفلة حليمة، يوم الجمعة المنصرم، إلى مستشفى الأطفال ابن سينا بالرباط، حيث مكثت به إلى غاية الاثنين، وخضعت لفحوصات، بينت أنها تعرضت لاعتداء جنسي منذ 4 سنوات، وفقدت بكارتها وتدهورت حالتها النفسية، وأصيبت بثلاثة تمزقات في جهازها التناسلي، إضافة إلى تعفنات وطفيليات، وسلمت لها شهادة طبية تثبت ذلك.
وقالت رئيسة جمعية "ما تقيش أولادي"، إن الضحية لها شقيق توأم، كما أن لها أخ وأخت آخران، عمرهما 7 سنوات، هما أيضا توأم.
وحسب نجية أديب، فإن الطفلة غادرت المستشفى رفقة والدتها، يوم الاثنين الماضي، في حين أن الجمعية ما تزال تتابع عن كثب حالتها الصحية ووضعيتها النفسية، كما أنها نصبت نفسها طرفا مدنيا في قضية متابعة والدها قضائيا.