السلام عليكم
الحمد لله وكفى , والسلام على نبيه المصطفى ، وعلى من سار على نهجه واقتفى .
من أنت أيها الإنسان ؟
كيف تعيش حياتك في هذا الكون ؟
ما الذي وصاك به ربك ؟
وما الذي وصاك به نبيك ؟
أما وصيتي لك في الله ولمن سار على دربك ؟
من أنت أيها الإنسان ؟
ستجد الإجابة ممن فطرك وشق سمعك وبصرك ، والخبير بأمرك ، والأعلم بسرك وجهرك .
قال تعالى ( هَلْ أَتَى عَلَى الْأِنْسَانِ حِينٌ مِنَ الدَّهْرِ لَمْ يَكُنْ شَيْئاً مَذْكُوراً) (1)إِنَّا خَلَقْنَا الْأِنْسَانَ مِنْ نُطْفَةٍ أَمْشَاجٍ نَبْتَلِيهِ فَجَعَلْنَاهُ سَمِيعاً بَصِيراً) (2)إِنَّا هَدَيْنَاهُ السَّبِيلَ إِمَّا شَاكِراً وَإِمَّا كَفُوراً) (الانسان:3)
( لَقَدْ خَلَقْنَا الْأِنْسَانَ فِي أَحْسَنِ تَقْوِيمٍ) (التين:4)
فما حياتك في هذا الوجود ؟!
فلا تبتعد كثيرا ، ولا تفكر في حياة الترف الذي يعيشها عبّاد الدنيا من الناس في هذا الزمن ، وتمعن قول ربك ؟!!: ( لَقَدْ خَلَقْنَا الْأِنْسَانَ فِي كَبَدٍ) (4)أَيَحْسَبُ أَنْ لَنْ يَقْدِرَ عَلَيْهِ أَحَدٌ) (البلد:5) أي في مكابده ومشقة ، منذ أول نفس لك خارج رحم أمك ، لتباشر مهامك في الحياة ، لتطلب رزقك بالبكاء ، وتتلمس الحنان بالإحساس ، وتعبر عن رضاك بالسكوت ، وتأنس مع من حولك بالنظرات .
كما تمعن أيضا قوله : ( يَا أَيُّهَا الْأِنْسَانُ إِنَّكَ كَادِحٌ إِلَى رَبِّكَ كَدْحاً فَمُلاقِيهِ) (الانشقاق:6) أي أنك ساعي إلى ربك سعيا وعاملا عملا ، ثم إنك ستلقى ما عملت من خير أو شر ، وسترى صحائفك مد بصرك ، فإما أن تكون عليك شاهدة أو لك مثبته .
وأخيرا تمعن قوله تعالى : ( إِنَّ الْأِنْسَانَ لِرَبِّهِ لَكَنُودٌ) (6)وَإِنَّهُ عَلَى ذَلِكَ لَشَهِيدٌ) (7)وَإِنَّهُ لِحُبِّ الْخَيْرِ لَشَدِيدٌ) (العاديات: أي إنه لنعم ربه لكفور جحود وهو الذي يعد المصائب وينسى نعم الله عليه ، فكم نعم الله عليك ؟؟ هل تستطيع عدها ؟؟ أو محاولة عد بعضها ناهيك عن حصرها ، ( إن تعدوا نعمة الله لا تحصوها) الآية .
وما الذي أوصاك به ربك ؟
فهاك وصية ربك جل في علاه !! لتكسب حبه ورضاه ، وترفع من قدرك بالتذلل بين يديه ، وتمتثل لأمره لتنال كنز تقواه ، وتضع على جبينك وسام نجواه فقد قال تعالى ( يَا أَيُّهَا النَّاسُ اعْبُدُوا رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُمْ وَالَّذِينَ مِنْ قَبْلِكُمْ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ) (البقرة:21) فما أجمل نداه ، وأجل أمره ، وأصدق تذكيره بخلقك ومن قبلك .
أنظر لنداه لك بإلحاح ، وحرصه عليك يا صاح ، وأن ذلك اليوم ليس لك منه مخرج ولو فداك ولدك أو مالك أو أهلك ، وقد بين لك صورة الدنيا بأنها دار غرور وصرف عن السرور يوم الحبور عند محي من في القبور فقال علام الغيوب : ( يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمْ وَاخْشَوْا يَوْماً لا يَجْزِي وَالِدٌ عَنْ وَلَدِهِ وَلا مَوْلُودٌ هُوَ جَازٍ عَنْ وَالِدِهِ شَيْئاً إِنَّ وَعْدَ اللَّهِ حَقٌّ فَلا تَغُرَّنَّكُمُ الْحَيَاةُ الدُّنْيَا وَلا يَغُرَّنَّكُمْ بِاللَّهِ الْغَرُورُ) (لقمان:33) فالله الله في إجابة نداه ، والبعد عن الويل والثبور ، إنتبه وأحذر من الغرور .
وما الذي وصاك به نبيك ؟
إن وصيته بأبي هو و أمي .. تمثلت في قوله صلى الله عليه وسلم : لرجل وهو يعظه : " أغتنم خمسا قبل خمس : شبابك قبل هرمك ، وصحتك قبل سقمك ، وغناك قبل فقرك ، وفراغك قبل شغلك ، وحياتك قبل موتك " صحيح الحاكم عن ابن عباس رضي الله عنهما.
وعن ابن عمر رضي الله عنهما قال : أخذ رسول الله صلى الله عليه وسلم بمنكبي ، فقال : ( كن في الدنيا كأنك غريب أو عابر سبيل ) ، وكان ابن عمر يقول : إذا أمسيت فلا تنتظر الصباح ، وإذا أصبحت فلا تنتظر المساء ، وخذ من صحتك لمرضك ، ومن حياتك لموتك . رواه البخاري .
أما وصيتي لك في الله أخي المتقاعد ؟؟؟!!!.
تذكيري لك بقوله صلى الله عليه وسلم :" نعمتان مغبون فيهما كثير من الناس : الصحة والفراغ " صحيح البخاري عن ابن عباس، فإذا اجتمع لك صحة وفراغ فاغتنمهما في طاعة الله ، وإن كانت واحدة منها فاستعن بها على القرب من الله وإن فقدت الإثنتين ، فقل لا حول ولا قوة إلا بالله ، إنا لله وإنا اليه راجعون ، ثم سبح بحمد ربك وأستغفره إنه كان توابا. وأعلم أنك في نعمة مغبون عليها إن استغليتها في ما يرضي الله ، ومغبون خسران إن أهملتها وقادتك إلى غضب الله .
تفطن في حياتك كيف مرت ؟؟ ، عدم لم تكن موجود ، ثم جنينا في بطن أمك ثم طفلا بين يديها ثم تحت رعاية والديك نشأت حتى إذا ما أصبحت شابا تمسح شاربيك ، بحثت عن الكسب وطلب الرزق ، ثم رجلا نضجت وتحملت ما وكل إليك ، ثم كافحت حتى إذا ما أديت أمانتك ، سلمت الراية لمن بعدك .
فهل توقف دورك ، وانطفأ ضوء شمسك ؟؟ كلا ثم كلا ! فالله يقول : ( وأعبد ربك حتى يأتيك اليقين
وورد عنه صلى الله عليه وسلم عن عبد الله بن عباس رضي الله عنهما قال: كنت خلف النبي صلى الله عليه وسلم فقال : يا غلام إني أعلمك كلمات : إحفظ الله يحفظك ، إحفظ الله تجده تجاهك ، إذا سألت فسأل الله ، وإذا استعنت فاستعن بالله ، واعلم أن الأمة لو اجتمعت على أن ينفعوك بشيء ، لم ينفعوك إلا بشيء قد كتبه الله لك ، وإن اجتمعوا على أن يضروك بشيء ، لم يضروك إلا بشيء قد كتبه الله عليك ، رفعت الأقلام وجفت الصحف ) رواه الترمذي وقال : حديث حسن صحيح.
وفي رواية غير الترمذي : ( إحفظ الله تجده أمامك ، تعرف إلى الله في الرخاء يعرفك في الشدة ، واعلم أنما أخطأك لم يكن ليصيبك ، وما أصابك لم يكن لخطئك ، وأعلم أن النصر مع الصبر ، وأن الفرج مع الكرب ، وأن مع العسر يسرا).
وفي الختام !!
اللهم اقسم لنا من خشيتك ما تحول به بيننا وبين معاصيك ومن طاعتك ما تبلغنا به جنتك ومن اليقين ما تهون به علينا مصائب الدنيا ومتعنا بأسماعنا وأبصارنا وقواتنا أبدا ما أبقيتنا واجعلها الوارث منا واجعل ثأرنا على من ظلمنا وانصرنا على من عادانا ولا تجعل الدنيا أكبر همنا ولا مبلغ علما ولا تسلط علينا بذنوبنا من لا يخافك فينا ولا يرحمنا .. اللهم إنا نعوذ بك من زوال نعمتك وتحول عافيتك وفجاءة نقمتك ومن جميع سخطك.
وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين وصل الله على سيد المرسلين وعلى من سار على دربه إلى يوم الدين
الحمد لله وكفى , والسلام على نبيه المصطفى ، وعلى من سار على نهجه واقتفى .
من أنت أيها الإنسان ؟
كيف تعيش حياتك في هذا الكون ؟
ما الذي وصاك به ربك ؟
وما الذي وصاك به نبيك ؟
أما وصيتي لك في الله ولمن سار على دربك ؟
من أنت أيها الإنسان ؟
ستجد الإجابة ممن فطرك وشق سمعك وبصرك ، والخبير بأمرك ، والأعلم بسرك وجهرك .
قال تعالى ( هَلْ أَتَى عَلَى الْأِنْسَانِ حِينٌ مِنَ الدَّهْرِ لَمْ يَكُنْ شَيْئاً مَذْكُوراً) (1)إِنَّا خَلَقْنَا الْأِنْسَانَ مِنْ نُطْفَةٍ أَمْشَاجٍ نَبْتَلِيهِ فَجَعَلْنَاهُ سَمِيعاً بَصِيراً) (2)إِنَّا هَدَيْنَاهُ السَّبِيلَ إِمَّا شَاكِراً وَإِمَّا كَفُوراً) (الانسان:3)
( لَقَدْ خَلَقْنَا الْأِنْسَانَ فِي أَحْسَنِ تَقْوِيمٍ) (التين:4)
فما حياتك في هذا الوجود ؟!
فلا تبتعد كثيرا ، ولا تفكر في حياة الترف الذي يعيشها عبّاد الدنيا من الناس في هذا الزمن ، وتمعن قول ربك ؟!!: ( لَقَدْ خَلَقْنَا الْأِنْسَانَ فِي كَبَدٍ) (4)أَيَحْسَبُ أَنْ لَنْ يَقْدِرَ عَلَيْهِ أَحَدٌ) (البلد:5) أي في مكابده ومشقة ، منذ أول نفس لك خارج رحم أمك ، لتباشر مهامك في الحياة ، لتطلب رزقك بالبكاء ، وتتلمس الحنان بالإحساس ، وتعبر عن رضاك بالسكوت ، وتأنس مع من حولك بالنظرات .
كما تمعن أيضا قوله : ( يَا أَيُّهَا الْأِنْسَانُ إِنَّكَ كَادِحٌ إِلَى رَبِّكَ كَدْحاً فَمُلاقِيهِ) (الانشقاق:6) أي أنك ساعي إلى ربك سعيا وعاملا عملا ، ثم إنك ستلقى ما عملت من خير أو شر ، وسترى صحائفك مد بصرك ، فإما أن تكون عليك شاهدة أو لك مثبته .
وأخيرا تمعن قوله تعالى : ( إِنَّ الْأِنْسَانَ لِرَبِّهِ لَكَنُودٌ) (6)وَإِنَّهُ عَلَى ذَلِكَ لَشَهِيدٌ) (7)وَإِنَّهُ لِحُبِّ الْخَيْرِ لَشَدِيدٌ) (العاديات: أي إنه لنعم ربه لكفور جحود وهو الذي يعد المصائب وينسى نعم الله عليه ، فكم نعم الله عليك ؟؟ هل تستطيع عدها ؟؟ أو محاولة عد بعضها ناهيك عن حصرها ، ( إن تعدوا نعمة الله لا تحصوها) الآية .
وما الذي أوصاك به ربك ؟
فهاك وصية ربك جل في علاه !! لتكسب حبه ورضاه ، وترفع من قدرك بالتذلل بين يديه ، وتمتثل لأمره لتنال كنز تقواه ، وتضع على جبينك وسام نجواه فقد قال تعالى ( يَا أَيُّهَا النَّاسُ اعْبُدُوا رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُمْ وَالَّذِينَ مِنْ قَبْلِكُمْ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ) (البقرة:21) فما أجمل نداه ، وأجل أمره ، وأصدق تذكيره بخلقك ومن قبلك .
أنظر لنداه لك بإلحاح ، وحرصه عليك يا صاح ، وأن ذلك اليوم ليس لك منه مخرج ولو فداك ولدك أو مالك أو أهلك ، وقد بين لك صورة الدنيا بأنها دار غرور وصرف عن السرور يوم الحبور عند محي من في القبور فقال علام الغيوب : ( يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمْ وَاخْشَوْا يَوْماً لا يَجْزِي وَالِدٌ عَنْ وَلَدِهِ وَلا مَوْلُودٌ هُوَ جَازٍ عَنْ وَالِدِهِ شَيْئاً إِنَّ وَعْدَ اللَّهِ حَقٌّ فَلا تَغُرَّنَّكُمُ الْحَيَاةُ الدُّنْيَا وَلا يَغُرَّنَّكُمْ بِاللَّهِ الْغَرُورُ) (لقمان:33) فالله الله في إجابة نداه ، والبعد عن الويل والثبور ، إنتبه وأحذر من الغرور .
وما الذي وصاك به نبيك ؟
إن وصيته بأبي هو و أمي .. تمثلت في قوله صلى الله عليه وسلم : لرجل وهو يعظه : " أغتنم خمسا قبل خمس : شبابك قبل هرمك ، وصحتك قبل سقمك ، وغناك قبل فقرك ، وفراغك قبل شغلك ، وحياتك قبل موتك " صحيح الحاكم عن ابن عباس رضي الله عنهما.
وعن ابن عمر رضي الله عنهما قال : أخذ رسول الله صلى الله عليه وسلم بمنكبي ، فقال : ( كن في الدنيا كأنك غريب أو عابر سبيل ) ، وكان ابن عمر يقول : إذا أمسيت فلا تنتظر الصباح ، وإذا أصبحت فلا تنتظر المساء ، وخذ من صحتك لمرضك ، ومن حياتك لموتك . رواه البخاري .
أما وصيتي لك في الله أخي المتقاعد ؟؟؟!!!.
تذكيري لك بقوله صلى الله عليه وسلم :" نعمتان مغبون فيهما كثير من الناس : الصحة والفراغ " صحيح البخاري عن ابن عباس، فإذا اجتمع لك صحة وفراغ فاغتنمهما في طاعة الله ، وإن كانت واحدة منها فاستعن بها على القرب من الله وإن فقدت الإثنتين ، فقل لا حول ولا قوة إلا بالله ، إنا لله وإنا اليه راجعون ، ثم سبح بحمد ربك وأستغفره إنه كان توابا. وأعلم أنك في نعمة مغبون عليها إن استغليتها في ما يرضي الله ، ومغبون خسران إن أهملتها وقادتك إلى غضب الله .
تفطن في حياتك كيف مرت ؟؟ ، عدم لم تكن موجود ، ثم جنينا في بطن أمك ثم طفلا بين يديها ثم تحت رعاية والديك نشأت حتى إذا ما أصبحت شابا تمسح شاربيك ، بحثت عن الكسب وطلب الرزق ، ثم رجلا نضجت وتحملت ما وكل إليك ، ثم كافحت حتى إذا ما أديت أمانتك ، سلمت الراية لمن بعدك .
فهل توقف دورك ، وانطفأ ضوء شمسك ؟؟ كلا ثم كلا ! فالله يقول : ( وأعبد ربك حتى يأتيك اليقين
وورد عنه صلى الله عليه وسلم عن عبد الله بن عباس رضي الله عنهما قال: كنت خلف النبي صلى الله عليه وسلم فقال : يا غلام إني أعلمك كلمات : إحفظ الله يحفظك ، إحفظ الله تجده تجاهك ، إذا سألت فسأل الله ، وإذا استعنت فاستعن بالله ، واعلم أن الأمة لو اجتمعت على أن ينفعوك بشيء ، لم ينفعوك إلا بشيء قد كتبه الله لك ، وإن اجتمعوا على أن يضروك بشيء ، لم يضروك إلا بشيء قد كتبه الله عليك ، رفعت الأقلام وجفت الصحف ) رواه الترمذي وقال : حديث حسن صحيح.
وفي رواية غير الترمذي : ( إحفظ الله تجده أمامك ، تعرف إلى الله في الرخاء يعرفك في الشدة ، واعلم أنما أخطأك لم يكن ليصيبك ، وما أصابك لم يكن لخطئك ، وأعلم أن النصر مع الصبر ، وأن الفرج مع الكرب ، وأن مع العسر يسرا).
وفي الختام !!
اللهم اقسم لنا من خشيتك ما تحول به بيننا وبين معاصيك ومن طاعتك ما تبلغنا به جنتك ومن اليقين ما تهون به علينا مصائب الدنيا ومتعنا بأسماعنا وأبصارنا وقواتنا أبدا ما أبقيتنا واجعلها الوارث منا واجعل ثأرنا على من ظلمنا وانصرنا على من عادانا ولا تجعل الدنيا أكبر همنا ولا مبلغ علما ولا تسلط علينا بذنوبنا من لا يخافك فينا ولا يرحمنا .. اللهم إنا نعوذ بك من زوال نعمتك وتحول عافيتك وفجاءة نقمتك ومن جميع سخطك.
وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين وصل الله على سيد المرسلين وعلى من سار على دربه إلى يوم الدين