(كُلُّ نَفْسٍ ذَآئِقَةُ الْمَوْتِ وَإِنَّمَا تُوَفَّوْنَ أُجُورَكُمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ فَمَن زُحْزِحَ عَنِ النَّارِ وَأُدْخِلَ الْجَنَّةَ فَقَدْ فَازَ وَما الْحَيَاةُ الدُّنْيَا إِلاَّ مَتَاعُ الْغُرُورِ)
(كُلُّ نَفْسٍ ذَائِقَةُ الْمَوْتِ ثُمَّ إِلَيْنَا تُرْجَعُونَ)
وأي كلام أبلغ من كلام الرحمن؟
أنه أعظم وعظ،،،وأقوى حجه،،،
يزلزل القلوب ثم يحييها،،،
جئت أكتب عن الموت الذي غيب الأحباب والأصحاب، وما أنا بكاتب عفا الله عني وعنكم.
عرضت اليوم على شيء من ذكريات خلت؛ بعضهم حضرنا دفنه والبعض علمنا به متأخراً وآخرين بعدت بنا المسافة لوداعهم الأخير.
يا رب كيف هي حالهم الآن….اسألك يا رحيم ارحمهم واجعل قبورهم من رياض الجنان، اللهم اجعلهم إلى نعيم دائم ورحمة لا تنقضي…
هاهو ملك الموت يوماً بعد يوم يتخطف الناس من حولنا بأمر الله، صدق من قال أن أعمارنا بين الخمسين والستين عليه الصلاة والسلام، ونشاهد اليوم موت الفجأة وموت المرض وحوادث السيارات وأيضاً موت بسبب العين حمنا الله وإياكم!
ياه يالغرابة هذه الأجساد التي هي عبارة عن كتلة من الساعات والأيام، يا ترى كم يوم يفصلنا عن تلكم اللحظة؟ بل كم ثانية وكم نفس؟ ربي لطفك ورحمتك نرجو…
كيف أكتب عن الموت!
والرسول صلى الله عليه وسلم قال كفى بالموت واعظا؟
والله انه يكفي لمن كان له قلب.
تحتار الكلمات وتتبعثر الحروف ويسرح الخيال وتضطرب النفس ويتسارع النفس وترتعش الأطراف وينعقد اللسان، ونتسائل في لهفه وفي غصة وفي حالة طلب وترقب ووجل:
أيا رب كيف هي حالنا عندما ينفض الناس من حولنا؟
رباه إلى أين تنتهي بنا هذه الدنيا؟
ويمر بنا شريط الذكريات، ونتوقف مع بعض المواقف واللحظات بالساعات!
آه يالله أن لم تغفر لي هذا، وهذا، وهذا، وهؤلاء، وهذه الأيام، وهذه السنين، وهذه الأفعال وتلك الأقوال، وهاتيك الخلوات، والنظرات، وغفلة القلب، وغياب الضمير، وشهوة حمقاء و…و…و…و…
تاريخ حافل بالزلات والهفوات وإضاعة الأوقات، أيا رب اغفر وارحم واجبر واقل والطف واكرم، إنك على كل شيء قدير…
لا أدري ماذا أكتب!
تعجز الكلمات في مثل هذه المواقف عن التبيان والإيضاح والإفصاح..
أما قلت لكم لا شيء أبلغ ولا أعظم من كلام الجبار جل جلاله؟
أما نقلت لكم ما جاء به محمد صلى الله عليه وسلم: كفى بالموت واعظا؟
إذاً أتركوا كلامي جانباَ،ودونكم كلام الله وسنة نبينا عليه الصلاة والسلام، ودعوني أمضي ألتمس رضى ربي.